مُتابعة / دكتور علي إسماعيل
المدرب السعودي سيف ال نمره يصنع تجربة كروية سعودية فريدة في قلب أوروبا ، مرتكزًا على رؤية وطنية وإصرار لا يعترف بالمستحيل .
من الميادين الأوروبية إلى البطولات الدولية ، يواصل المدرب سيف ال نمره كتابة فصل ملهم في مسيرة المدرب السعودي خارج الحدود عبر مشروع “أبطال السعودية” الذي وضع اسم المملكة العربية السعودية على منصات التتويج أمام أندية من البرازيل وإسبانيا والبرتغال وإيطاليا ، ويمتلك المدرب سيف ال نمره سيرة تدريبية غنية، إذ يعمل مدربًا في شركة صدارة ، ومساعد مدرب بنادي الترجي ، ويحمل الرخصة التدريبية من الاتحاد السعودي والآسيوي ..
كما خاض تجارب معايشة داخل أندية أوروبية اكتسب خلالها خبرة فنية وإدارية واسعة ، ليصبح نموذجًا للمدرب السعودي القادر على المنافسة عالميًا ، وفي هذا الحوار الخاص ، نفتح معه كواليس الرحلة ، والتحديات ، وصناعة مشروع وطني طموح نحو العالمية ..
في البداية ، إلتحق ببرنامج معايشة تدريبية في احد الأندية البرتغالية ، واستمرت التجربة لمدة ثلاثة أشهر اكتسب خلالها خبرة واسعة في العمل الفني والإداري داخل الأندية الأوروبية .
وبعد عودته إلى المملكة العربية السعودية، تلقىٰ اتصالًا من النادي لإخباره عن بطولة دولية تُقام بمشاركة أندية من أربع دول : البرازيل ، إسبانيا ، البرتغال ، وإيطاليا .
وقد تم ترشيحه لتولي مهمة تدريب الفريق البرتغالي في البطولة ، خاصة وأن النادي كان المستضيف لهذا العام .
لكنه اعتذر عن قبول العرض ، وأبدىٰ رغبته في المشاركة بفريق سعودي يمثل وطنه السعودي ، حيث ُ قوبلت الفكرة في البداية بالاستغراب ، إذ رأى المنظمون أن مشاركة فريق سعودي في بطولة أوروبية أمر صعب وغير ممكن وتقليل من إمكانيات اللاعب السعودي إلا أن هذا الموقف زاده إصرارًا على خوض التحدي والإثبات .
حينها أعلن رغبته الواضحة قائلاً ….:
“اسمحوا لي أن أشارك بفريق سعودي.”
ومن تلك اللحظة انطلقت فكرة تأسيس فريق أبطال السعودية .
أطلقت إعلانًا على مستوى المملكة لاختيار اللاعبين ، وتم — بفضل الله — تكوين فريق يضم 21 لاعبًا سعوديًا من مختلف مناطق المملكة ..
وبعد موافقة النادي البرتغالي على مشاركة الفريق السعودي ، تم الاتفاق على رسوم رمزية يتحملها كل لاعب مقابل تكاليف السفر والإقامة والمعيشة ، حيث كانت المشاركة بتمويل ذاتي بالكامل .
تكفلت بتنظيم معسكرًا داخليًا في مدينة الدمام لتجهيز اللاعبين فنيًا وبدنيًا ، وأيضًا تكفلنا بالأطقم الرياضية ، والإعلانات ، والدعايات ، والاحتياجات اللوجستية قبل البطولة وأثناءها وبعدها .
كانت المشاركة مليئة بالتحديات والمسؤوليات ، إذ كان نمره ، المدرب والمسؤول والأب الروحي للفريق في آن واحد لأن أولياء أمور اللاعبين كانوا على تواصل معه مباشرة ..
خارج المملكة واجهوا العديد من الصعوبات ، بدءًا من قلة التعاون من بعض الجهات الأوروبية ، وعدم تهيئة الملاعب بالشكل المناسب ، وصعوبات تنظيمية في تفاصيل بسيطة لكنها مؤثرة.
إلا أن الإصرار والعزيمة جعلهم يتجاوزون كل العقبات، فمثّلوا الوطن السعودي خير تمثيل .
حيث كان هناك استخفاف من بعض الفرق الأوروبية تجاه الفريق السعودي ، لكن بعد فوزنا في أول مباراة بنتيجة ومستوى ، تغيّرت النظرة تمامًا ، وبدأت الفرق الأخرى تحسب لنا حسابًا حقيقيًا .
ومن المواقف الصعبة التي واجهوها ، أنه بعد تأهلهم إلى النهائي ، كان من المقرر أن تُقام المباراة النهائية بعد ثلاثة أيام ، إلا أننا تفاجأنا بتغيير الجدول ليصبح النهائي في اليوم التالي مباشرة ، بينما كان الفريق المنافس قد لعب مباراته قبل الفريق السعودي بيوم كامل ، ما منحه وقت راحة أطول .
ورغم ذلك، تغلبوا على الإرهاق والضغوط ، وتمكّنوا — بفضل الله — من تحقيق اللقب ورفع اسم المملكة السعودية عاليًا .
لقد كانت بطولة مورا البرتغالية بمشاركة أندية أوروبية : من البرازيل ومن إسبانيا ومن البرتغال ومن إيطاليا ، فيما كان الممثل الوحيد لمنطقة الشرق الأوسط ممثلين للمملكة العربية السعودية .
وبفضل العمل الجماعي وروح التكاتف ، تمكّنوا من تحقيق بطولة مورا الدولية ، ليُسجَّل هذا الإنجاز باسم المملكة العربية السعودية.
ما ميّز فريق أبطال السعودية هو أنهم كانوا يدًا واحدة ، نعمل بروح الفريق الواحد وبإيمان عميق أن “ لا مستحيل على الفريق السعودي” .
_ عندما رفض نمرة تدريب الفريق البرتغالي وقال “سأشارك بفريق سعودي”.. ما الذي دفعه لاتخاذ هذا القرار رغم صعوبة التحدي؟
فقد رفض تدريب الفريق البرتغالي لأن هدفي كان تمثيل الوطن ورفع اسم المملكة السعودية ، حيثُ الرغبة في إثبات أن اللاعب السعودي قادر على المنافسة عالميًا كانت دافعًا كبيرًا ، موضحاً أن أي نجاح خارج الوطن السعودي يجب أن يكون بإسم المملكة العربية السعودية ، وليس باسم نادٍ أوروبي .
وحيث حضَر دورات تدريبية في أوروبا ، واكتسب خلالها معرفة واسعة بأساليب مختلفة من كرة القدم ، حيث تختلف مدرسة عن أخرى في النهج والتكتيك .
•المدرسة الإيطالية: تعتمد بشكل كبير على الانضباط الدفاعي والمرتدات السريعة .
•المدرسة الإسبانية: تركز على البناء من الخلف والتحكم بالكرة والاستحواذ .
•المدرسة البرتغالية: تعتمد على اللعب في العمق أو العرضيات الدقيقة .
•المدرسة البرازيلية: تركز على الإبداع الفردي، والمهارات الفنية العالية، والهجوم السريع .
من خلال هذه الدورات، طوّرت قدراته على قراءة المباريات، وفهم أساليب اللعب المختلفة، وتطبيق التكتيك المناسب لكل موقف، مما ساهم في صقل مهاراته الفنية والتدريبية بشكل كبير.
أهم درس تعلمته نمره ، هو أن النجاح لا يأتي بسهولة وأن الإصرار والمثابرة هما المفتاح الأساسي .
حيثُ تعلم منذ البداية أن كل عقبة هي فرصة للتعلم والنمو ، وأن الثقة بالنفس والعمل الجاد يمكن أن تحقق ما يبدو مستحيلاً .
الاسلوب الحقيقي الخاص به التدريب المتوازن بين الجانبين التكتيكي والنفسي .
فقد أعطىٰ أهمية كبيرة لتطوير مهارات اللاعبين من الناحية الفنية والتكتيكية ، لكنه آمن أن الجانب النفسي ، مثل الثقة بالنفس والانضباط والتركيز ، هو ما يصنع الفارق الحقيقي في المباريات الحاسمة .
الانضباط هو العنصر الأساسي في نجاح أي مدرب. الموهبة مهمة، لكنها لن تثمر بدون التخطيط، الالتزام، والانضباط الشخصي والجماعي. المدرب المنضبط قادر على توجيه الموهبة بأفضل شكل وتحويلها إلى نتائج ملموسة .
المباراة التي لا ينساها نمره ، هي نهائي بطولة مورا البرتغالية ، حيث كان الفريق السعودي الممثل الوحيد للشرق الأوسط.
التحديات كانت كبيرة ، من تغيير جدول النهائي إلى نقص الدعم المادي ، وتحيز تحكيمي واضح ، ناهيك عن استفزازات الجمهور البرتغالي .
إذ كان اللعب ضد نادٍ برتغالي على أرضه وبين جماهيره ، لكنهم تغلبوا بالإصرار والعمل الجماعي ، و رفعوا الكأس بإسم المملكة السعودية .
هذه المباراة علّمَت الجميع أن الإرادة والعزيمة تتغلب على كل الصعوبات وأن النجاح ممكن مهما كانت التحديات .
حيث كان قدوة نمره في التدريب هم المدربون الذين يجمعون بين الانضباط الفني والرؤية الاستراتيجية ، مثل بيب غوارديولا في أسلوبه التكتيكي ، وكذلك المدربون الأوروبيون الذين زودوني بخبراتهم أثناء دورات التدريب في إسبانيا ، البرتغال ، وإيطاليا ، يدمجون بين العقلية الاحترافية وإدارة الفريق بذكاء .
الرسالة التي يوجهها نمرة للجيل السعودي أن النجاح لا يأتي بسهولة ، بل هو ثمرة الصبر ، والطموح ، والاستمرارية .
ضع لك حلمًا وهدفًا واضحًا ، وسِر نحوه بثقة ، لا تيأس
لا تلتفت لمن يحبطك أو يقلل من قدراتك .
وتحدث نمرة بلسان سعودي ” نحن مقبلون على استضافة كأس العالم 2034 ” وهي فرصة عظيمة لكل لاعب سعودي طموح أن يثبت نفسه .
الحمد لله ، تم توقيع اتفاقية مستقبلية تدريب مع مشرفي أكاديمية نادي برشلونة باسم
SMA PLAYES شخصيًا ، وتمت الاتفاقية عبر WINSCORE .
حيث ستُقام معسكرات تدريبية في برشلونة للاعبين السعوديين بمشاركة لاعبي نادي برشلونة .
تهدف هذه المعسكرات إلى: • إعداد اللاعبين وتجهيزهم للمستوى الاحترافي
• تطوير مهاراتهم الفنية والبدنية
• تزويدهم بخبرات التدريب الحديثة والمستوى الأوروبي
وعن طموح نمره : • اولاً : تطوير منظومة تدريبية متكاملة للاعبين السعوديين محليًا ودوليًا
• ثانياً : تأسيس معسكرات بالتعاون مع أكاديميات أوروبية
• ثالثاً : الوصول إلى تدريب أندية سعودية وأوروبية محترفة .

